Sobre Mi
لُغتي سفرجلةٌ تفوحُ بأبجديَّاتِ الغَرَامْ
وأنا وأنتِ غوايتانِ سَخيَّتَانِ
فما اكتفَى الشوقُ الحلالُ من الهوى
إلاَّ هفَا الشوقُ الحرَامْ
هل يعرفُ الشوقُ الحلالَ من الحَرَامْ ؟
هِيَ تلكَ رغبتُنا تنُادِينا
فَقُومي نعقدُ الجَسَدَيْنِ
دائرةً من الصَبَوَاتِ مُغلقةً على زَوْجَيْ حَمَامْ
مِن هاهُنا ابتدأَ (المَقامْ)
مِن همسةٍ سَحَبَتْ على الزنْدَينِ طلسَمَها
وسَيَّجَت الصبابةَ بالعِناقْ
فالعشقُ أوَّلُه اشْتيَاقْ
والعشقُ آخرُه احْترَاقْ
ماذا إذنْ ، بينَ البدايةِ والخِتامْ ؟
تُهْنَا بِوَادِي اللَّيل ما بينَ البدايةِ والخِتامْ
كُنَّا نُفتِّشُ عن طريقٍ نحوَ جوهَرنا
وكانَ الحُبُّ مثلَ عمودِ صُبْحٍ فـي جوانحِنا ، اسْتقَامْ
ونَضَوْتِ عنكِ جريرةَ الفُستانِ
فـي وَهَجِ التَجلِّي ..
آهِ ما أحلاكِ يا لَـهَباً تجسَّدَ فـي قُوَامْ !!!
مِن أينَ سالَ وميضُكِ القِدِّيسُ فـي صَدْرِي
لِيَمْسحَ عن ترائبيَ ، الأَثَامْ ؟!
مازالَ يصقلُني شعاعُ الدهشَةِ اللُّجِيُّ
حَتَّى صاغَني نجماً من الإغوَاءِ يسبَحُ فـي الهُلاَمْ
وهُنا وقفتُ كعَابدِ اللَّهَبِ القديمِ وقد تعرّى للضّرَامْ
كانَ الكلامُ مدارجَ الرُّوحَينِ
فـي الأفُقِ الَّتي تُفْضِي لِفِردَوْسِ الهُيامْ
كمْ وَرْدَةٍ سَقَطَتْ على خَدِّ الوِسَادَةِ
حِينَمَا انتَفَضَ الكلامْ
ثُمَّ انْطَلَقْنا عبرَ وَادِي اللَّيلِ
يرفعُنا ويخفضنا ، الظلامْ
وخريطةُ الجسَدَينِ تخرجُ من تضاريسِ الرتَابَةِ
كُلَّما انقلَب الرُّخَامُ على الرُّخَامْ
حَتَّى إذا الناقوسُ رَنَّ ..
هُناكَ فـي أعْضائنا المُتَبَتِّلاتِ ..
وَلَبَّتِ النبضَاتُ داعيَها
وَحرَّرَتِ الرحيقَ من العِظَامْ
آنَسْتُ فحلَ تَهَجُّدِي ينْسَلُّ من نَجْوَاهُ
فـي تَعبٍ رَبيعيٍّ
ويدخلُ فـي تجاويفِ المنَامْ
شعر جاسم الصحيح-الاحساء